جروب نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جروب نت

هندسة الشبكات
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الحياة امل

اذهب الى الأسفل 
+2
salehelmsry
Admin
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 102
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

الحياة امل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الحياة امل   الحياة امل - صفحة 2 Emptyالإثنين أبريل 07, 2008 12:11 pm

الجزء الثامن عشر
-18-
غيرة..
***********

طرقت سلمى الباب و فتحته حين سمعت صوت أمل تدعوها للدخول، ثم عقدت يديها على صدرها قائلة: نحن نبحث عنك و أنت هنا..
واقتربت من أمل وهي تكمل: ماذا تفعلين؟

كانت أمل تفرغ محتويات صندوق خشبي صغير على سريرها.. ردت دون أن تلتفت لسلمى: لا شيء..فقط أردت أن أظل بغرفتي قليلا..

جلست سلمى على حافة السرير و أمعنت النظر في الأشياء الموجودة فوقه ثم نظرت لأمل وقالت: أمل..هل تواجدك معنا بالمنزل أزعجك أم ماذا؟

أخيرا رفعت أمل عينيها ونظرت لسلمى قائلة : أنزعج من تواجدي معكم.. ماذا تقولين..تعلمين أنكم كعائلتي..

سلمى : لماذا جئت لمنزلك اذا..ودخلت غرفتك و أغلقت على نفسك الباب..

ثم رفعت حاجبا وهي تضيف : من المؤكد أنه سامي..هل قام بشيء أزعجك؟

حركت أمل رأسها نفيا و قالت بابتسامة: أبدا..بالعكس.. كان في منتهى اللطف معي أمس بالمطعم..

واتسعت ابتسامتها وهي تكمل: لكن أعترف أني أجده غريبا هذه الأيام..فطبعا لم أعتد على لطفه الزائد هذا..بالاضافة الى أشياء كثيرة يقولها أحيانا..لا أستطيع فهم ما يقصده من ورائها..

بادلتها سلمى الابتسامة وقالت: سأصارحك بشيء..أنا أعتقد أنك أنت الوحيدة التي تتصرف بغرابة !

أجابت أمل باستغراب: أنا غريبة..كيف؟

هزت سلمى كتفيها وهي تقول: حسنا..حين كان سامي يحاول استفزازك كلما يراك..ويصر على ازعاجك دائما..لم يعجبك الوضع..وهذا طبعا ما أفهمه..لكن بعد أن تغيرت تصرفاته معك..ظننتك ستفرحين..لكن فوجئت بأن الوضع لم يعجبك أيضا..لا أفهمك يا أمل..ماذا تريدين بالضبط؟

ظلت أمل تنظر لسلمى بصمت..ربما لأنها وجدتها محقة فيما تقول..ثم عادت تقلب محتويات صندوقها الصغير و كأنها تبحث عن شيء قبل أن تقول: أريد أن أفهمه..سابقا.. حتى حين كنا في خصام دائم..كنت أفهم سامي..ككتاب مفتوح..أو هذا ما كنت اظنه..أما الآن..

وقطعت جملتها وهي تلتقط خاتما صغيرا وترفعه أمام وجهها ثم تقدمه لسلمى قائلة بابتسامة: انظري لهذا..

أمسكت سلمى الخاتم ثم قالت : انه خاتم صغير..

حركت أمل رأسها قائلة : أتذكرين من أهداه لي..منذ سنوات..

رفعت سلمى عينيها لسقف الغرفة وهي تحاول أن تتذكر ثم قالت مستسلمة: لا أدري..رأيت هذا الخاتم من قبل..لكني لا أذكر أين..

أخذته أمل من سلمى و ظلت تنظر اليه وعلى وجهها ابتسامة عريضة..ثم قالت: سامي أهداه لي..

ضربت سلمى جبينها قائلة: صحيح..

وضحكت وهي تكمل: تذكرت الآن..كان اشتراه و أهداه اليك..وحين سألته أمي لم فعل ذلك..قال لها أنه خاتم خطوبة..وأنه سيتزوجك حين يكبر..

ضحكت أمل..وأعادت الأشياء التي كانت بالصندوق لداخله..وهمت أن تعيد الخاتم أيضا..لكنها توقفت ووضعته على المنضدة بجانب سريرها..ثم قالت: لا أدري لم قبلته منه..مع أننا كنا متخاصمين طول الوقت..ربما قبلته خوفا من انتقامه مني ان لم أفعل..

عادت سلمى تضحك..ثم قالت : لكنك لم تخبريني لم جئت لمنزلك..هل اشتقت له؟

أجالت أمل نظرها بأرجاء الغرفة و قالت بهدوء:أجل يا سلمى..واشتقت لوالدي..

ثم أردفت بابتسامة: أردت فقط ان أقضي بعض الوقت هنا..

قامت سلمى واقفة وهي تقول: ان كنت تريدين أن تظلي وحدك فسأتركك..

أمسكت أمل ذراع سلمى وجعلتها تعود للجلوس قائلة: لا..في الحقيقة من الجيد أنك جئت..فأنا أريد أن أسألك عن شيء..

واعتدلت في جلستها قبل أن تردف: سامي..طلب مني أن أبتعد عن ليلى وخالد..يقول أنه لم يرتح لهما..

لم تكد أمل تنهي جملتها حتى قالت سلمى بسرعة: وأنا لم أرتح لهذين الشخصين كذلك..

رفعت أمل حاجبيها بدهشة قائلة: ولم؟

سلمى وهي تلوح بيدها: ليلى لا تصلح لأن تكون صديقتك..شخصيتها مختلفة تماما عن شخصيتك..لا أدري كيف تتفاهمين معها..

قالت أمل بهدوء: وشخصيتي مختلفة عن شخصيتك ولكننا صديقتين..هذا ليس سببا مقنعا..

سلمى: حسنا..يكفيني القول أنني لم أرتح لها..ولم تعجبني..وسامي مثلي..

قالت أمل بلامبالاة: مادامت صديقتي أنا فلا يهم أن تعجبكما..المهم أن تعجبني أنا..
واستطردت: وخالد..ما به هو الآخر..من أين تعرفونه حتى تحكموا عليه..

أجابتها سلمى: صحيح..لا نعرفه..لن أستطيع أن أشرح لك..هو فقط شعور بعدم الاطمئنان لهما..

ابتسمت أمل قائلة: لن أقطع علاقاتي مع من حولي بسبب شعورك أنت و سامي بعدم الاطمئنان..

هزت سلمى كتفيها باستسلام..فأردفت أمل: هناك شيء آخر أريد أن آخذ رأيك فيه..

سلمى: قولي..

قامت أمل من السرير واتجهت نحو مقعد بالغرفة ، ظلت واقفة بجانبه قليلا ثم جلست وبدا عليها التفكير العميق قبل ان تقول: اعتبري أنك على معرفة بشخصين..وهذين الشخصين واقعين في حب بعضهما..

ظهر الاهتمام على ملامح سلمى وهي تقول: أكملي..

شبكت أمل يديها وقالت ببطء : لنقل أنك متأكدة تماما أن مشاعر الحب متبادلة بينهما..لكنهما يرفضان الاعتراف بهذا..ويتعملان مع بعضهما البعض غالبا بما ينافي ما يحسان به..

أشارت سلمى لأمل بيدها كي تتوقف عن الحديث وقالت: انتظري انتظري..أفهميني أولا..هل هذه حالة تخصك أنت..أقصد هل أنت أحد هذين الشخصين..

ضحكت أمل قائلة: لا طبعا..لم ظننت هذا؟

زفرت سلمى وأحنت رأسها..للحظة ظنت أن أمل تتحدث عنها و عن سامي..ليتها كانت تتحدث عنها و عن سامي !

ثم عادت ترفع رأسها ونظرت لأمل قائلة: لا تهتمي بسؤالي..أكملي..

نظرت اليها أمل بشك..ثم مررت أناملها على شعرها وهي تقول: حسنا..لنفترض أنك على معرفة بهذين الشخصين..هل ستقومين بشيء لتجعليهما يعترفان بمشاعرهما الحقيقية..خصوصا و أنك ترين أنهما يعذبان بعضهما بدون سبب..

ردت سلمى بثقة: بالطبع..إن كنت متأكدة تماما من مشاعرهما فسأتدخل..وأحاول الجمع بينهما..

وضعت أمل يدها على ذقنها وهي تفكر فسألتها سلمى: ماذا..هل تعرفين شخصين يمران بهذه الحالة..وتردين مساعدتهما؟

أجابتها أمل : أجل..

ثم ابتسمت وهي تضيف: هما عنيدين جدا..على شخص ما أن يواجههما بالحقيقة التي يحاولان التهرب منها..ومن الواضح أني سأكون هذا الشخص !

****************

ضربت ليلى الأرض بقدمها كالطفلة وقالت بقهر: لم دائما تعكر صفو سعادتي بمثل هذه المناسبات التي أحبها..بدعوة عادل إليها !

ضحك خالد وضرب كفا بكف قائلا: لا حول ولا قوة الا بالله..ما بك..وكأن عادل هو عدوك اللدود..

قالت ليلى بحدة: أجل..عدوي..

ثم تبدلت نبرة صوتها و أمسكت بذراع خالد قائلة برجاء: أرجوك خالد..هذه المرة فقط..لا أريد أن يحضر عادل..

قال خالد ضاحكا: ولم..

أبعدت ليلى يدها عن خالد وقالت بغضب: قد اخبرتك..سيفسد علي استمتاعي و سعادتي بهذه الحفلة..

خطا خالد بضعة خطوات مبتعدا عن ليلى الى أن وصل لحافة المسبح.. فاستدار نحوها وقال بهدوءه المعتاد: آسف يا ليلى..هو صديقي..سيكون عليك احتمال وجوده..

وابتسم مردفا: وان كنت أشك أنك لا تريدينه أن يكون موجودا..هذا مجرد كلام لا تعنينه..

قالت ليلى وهي تضغط على أسنانها : مجرد كلام لا أعنيه؟

ثم أضافت : حسنا..بما أنك لم توافق على طلبي..فأنا أيضا لن انفذ طلبك..ولن أدعو أمل للحفل..

ظلت ملامح خالد بهدوئها..وهو ينظر لليلى دون أن يتكلم..مما جعلها تقول بحنق: وكأنك لا تصدق أني قد أرفض طلبك..
ابتسم خالد قائلا: متى ستتصلين بها؟

أشاحت ليلى بوجهها وهي تقول: بعد أن أهدأ..

وتمتمت لنفسها بغضب: عادل..مؤكد أنه يريد أن يحضر الحفل فقط ليتعرف على الفتيات..تافه !

وارتخت ملامحها الغاضبة أخيرا حين تذكرت شخصا يجب عليها أن تدعوه..ثم قالت لخالد بصوت ناعم: خالد..هناك شخص أريد أن أدعوه..لكن موافقتك على حضوره مهمة..

سألها خالد بهدوء: من؟

ابتسمت ليلى قائلة: سامي..جار أمل..

قال خالد متعجبا: ولم تريدين دعوته؟

هزت ليلى كتفيا ثم قالت : هو شاب لطيف..وحديثه ممتع..

نظر اليها خالد باستغراب ثم قال: لا..أنا أريدها أن تبتعد عنه..وأن تطلبين مني أن أوافقك على دعوتك له..هذا شيء مستحيل..

ضربت ليلى قدمها بالأرض ثانية وقالت غاضبة: أنت لا توافقني على أي شيء أطلبه منك..بينما أنا لم أبخل بأي شيء لأجعلك تقترب من أمل !

لم يكترث خالد بغضب ليلى وقال بهدوء: يكفي أني وافقتك على دعوتك لمروى ووفاء..رغم أني لا أريد أن أرى أيا منهن..

***************
- ما رأيك بهذه الخطة ..أليست فكرة رائعة؟
تطلعت وفاء لمروى، كانت عيونها تبرق..ونبرة صوتها مفعمة بالحماس..لا تدري هل توافقها على مخططها هذا أم لا..هي صديقتها..وتريد مساعدتها..لكن تخشى ان انكشف الأمر..خالد لن يسامحهما أبدا..

أعادت مروى سؤالها قائلة: وفاء..ماذا قلت..ما رأيك؟

بلعت وفاء ريقها و قالت بتوتر: لكن يا مروى..ماذا ان انكشف أمرنا..خالد لن يسامحك أبدا..ولا تدرين ما قد يقدم عليه..تعفرينه حين يغضب..

اكفهر وجه مروى وقالت بحدة: أي شيء قد يفعله لن يكون أسوأ من ما فعل..ليس هناك أسوء من أن يفكر خالد بواحدة غيري..

وضربت صديقتها على كتفها ضربة خفيفة قبل أن تستطرد : ثم يا غبية..لن يكشفنا أحد..ثقي بي و اطمئني..

وضحكت وهي تفكر في ما ستفعله ثم وقالت: أنت من بدأ يا أمل..سأجعلك تندمين على اليوم اللذي عرفت فيه خالد..
************************

التف الجميع حول شاشة التلفاز، يشاهدون الأخبار، لكن والد سامي هو الوحيد الذي كان فعلا منتبها لما يقال في النشرة الاخبارية..

سامي كان يراقب أمل..بعينيها نظرات شاردة.. سرحت بعيدا عنهم بأفكارها..يود لو يعرف فيما تفكر..ما الذي يشغل بالها..أو من يشغل بالها !

وسلمى كانت ترد على رسالة بعثها لها زوجها على الهاتف، أحمد لا يكف يبعث رسائل يعبر فيها عن شوقه اليها..وسعادته لأنهما سيرزقان بمولود..هي تتمنى أن تكون بجانب زوجها..لكن لن تستطيع السفر الا بعد أن تساعد سامي على الفوز بقلب أمل..وهذا يحتاج وقتا..
رفعت سلمى عينيها تجاه سامي..فوجدته مركزا انتباهه على أمل..التفتت الى حيث تجلس والدتها..فوجدتها تنظر للاثنين والقلق واضح بعينيها..لا تستطيع فهم والدتها..ما الذي يقلقها لهذه الدرجة..ولم تحس أنها مستسلمة لقرار والدي أمل دون أن تبذل أي مجهود لتغييره..

مسكين سامي.. وُضع في موقف لا يحسد عليه..الفتاة التي يحب بقربه طول الوقت..لكنه يعلم أن الوصول اليها صعب..صعب جدا..

رن هاتف المنزل فانقطع حبل أفكار سلمى..ضغطت على زر الارسال..ثم التفتت الى أمل التي كانت تقول بسعادة على الهاتف: أمي..اشتقت اليك كثيرا..واشتقت لأبي..متى ستعودان؟

علا الحزن ملامح أمل مما جعل الجميع حولها يتبادل نظرات متسائلة..

قالت أمل بصوت حزين: لا أبدا..أنا في أحسن حال..لا تقلقو علي..لكن تعلمين أمي..لم أعتد على بعدكم عني..اشتقت اليكم..

ثم ابتسمت وهي تقول: حسنا..أنا أيضا أريد أن أتحدث اليه..

همست لها سلمى : ما بك..لم تغيرت ملامح وجهك فجأة..

أشارت لها أمل أن تنتظر حتى تنهي المكالمة ثم قالت : أنا أيضا اشتقت اليك..ألم يكن كافيا ان تسافر وحدك و تدع أمي لي..هل كان عليك ان تجعلني أشتاق لكليكما..

وضحكت قائلة: أبي..لست طفلة..لا داعي لأن توصي أحدا علي..

ثم حركت رأسها وهي تقول: حسنا..حسنا..سأجعله يتحدث اليك..

وأعطت الهاتف لوالد سامي..ثم قامت وجلست بجانب سلمى قائلة : يقولان أن سفرهما سيطول..هناك شيء استجد في الصفقة التي سافر من أجلها أبي..مما سيجعلهما يسافران لمدينة أخرى..

ابتسم سامي الذي سمع كلام أمل وقال: هذا معناه أنك ستظلين معنا لوقت أطول..

حركت أمل رأسها ايجابا..ثم تطلعت لوالد سامي الذي كان يحدث والدها قائلا: لا تقلق عليها..تركتها في أيد أمينة..

ضحكت أمل لأن سامي حرك يديه وقال: تركاك في يدي أنا..لسوء حظك !

ثم عادت تستمع لوالد سامي وهو يقول بصوت منخفض: وهل عثرتم على عنوانهم الجديد ؟

و رفع عينيه فوجد الجميع يستمع لكلامه.. قال وهو يخفض صوته أكثر: لا بأس يا أب أمل..من حقها أن لا ترغب بالعودة حتى تحقق ما سافرت من أجله..اسمع.. اتصل بي على هاتفي..

ثم أعاد الهاتف لمكانه وخرج من الصالة..

قامت زوجته خلفه وتبعته..وظل سامي و أمل و سلمى ينظران للتلفاز..الى أن رن هاتف أمل
قالت وهي تنظر لشاشته : انها ليلى..

تبادل سامي وسلمى النظرات..وحاول سامي أن يركز على نشرة الأخبار الى أنه رغما عنه وجد نفسه يستمع لكلام أمل خصوصا حين سمعها تقول: خالد طلب منك دعوتي !

وظل ينظر اليها بحدة..شعر بالغضب وهو يرى ذلك التورد الذي ظهر على وجهها حين تحدثت عن خالد..أمسك جهاز التحكم و أخذ يقلب المحطات بتوتر..وآذانه تصغي لما تقوله أمل بالحرف..

- غدا..جيد..لكن لا أظن أني أستطيع قضاء الليلة بمنزلك..سأغادر باكرا حتى إن تأخرت الحفلة..الى اللقاء سأتصل بك لاحقا اليوم..

أنهت أمل الاتصال و تطلعت لسلمى قائلة : عم ليلى ووالدها نظما حفلة كبيرة من أجل الغد..وليلى دعتني اليها..

كانت سلمى ستقول شيئا لكن سامي سبقها و قال بحدة: ليلى من دعتك..أم خالد؟ !

نظرت اليه أمل و ضايقتها طريقة حديثه لكنها ردت بهدوء: ليلى أو خالد..الأمر سيان..

رمى سامي بجهاز التحكم الذي كان بيده على مقعد أمامه ثم قام واقفا وظل ينظر لأمل لبرهة قبل أن يقول : فعلا الأمر سيان..لأنك لن تذهبي..
اتسعت عيون أمل بدهشة ثم قالت: ومن تظن نفسك لتقرر إن كنت سأذهب أو لا؟

ثم التفتت لسلمى قائلة: سلمى..أخوك قد جن..

!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://groupnet.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 102
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

الحياة امل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الحياة امل   الحياة امل - صفحة 2 Emptyالإثنين أبريل 07, 2008 12:11 pm

نظرت سلمى لسامي بلوم..فأشاح بوجهه ثم قال وقد هدأ : حفلة كهذه..من المؤكد أنها لن تنتهي الا بعد منتصف الليل..وبالتأكيد لو كانت خالتي وعمي هنا لما وافقاك على الذهاب..

أمل: وكأنك لا تعرفني يا سامي ..والديْ قاما بتعليمي معنى ان أكون قادرة على اتخاذ قراراتي بنفسي و علماني كيف أتصرف بمسؤولية و تعقل..لذا نادرا ما يختلفان معي في قرار اتخذته أو يرفضان أن أقوم بشيء أود أن أقوم به.. ليلى اقترحت أن أقضي الليلة معها بما أن الحفلة ستتأخر..

عقد سامي حاجبيه قائلا بسخرية: أنا أقول لها لن تذهبي لهذه الحفلة..وهي تقول قضاء الليلة مع ليلى..

زاد ضيق أمل من طريقة حديث سامي فأطرقت برأسها لتخفي انزعاجها وقالت وهي تحاول المحافظة على هدوئها: رفضت اقتراحها طبعا..وسأغادر الحفلة باكرا..

اقترب سامي من أمل وقال بحزم: أمل..قلت لك لن تذهبي..

نظرت أمل اليه بدهشة وهي تقول: لست تملك الحق في أن تمنعني يا سامي..

سامي ولهجته تزداد حزما: بلى..أملك الحق..والدتك قبل أن تسافر قالت بالحرف الواحد..سامي..اعتبر أمل مسؤولة منك حتى أعود..

فقدت أمل هدوء أعصابها وقالت بحدة: لم تكن لتفكر أنك ستتصرف معي بهذه الغطرسة..ثم لست طفلة ليكون هناك شخص مسؤول عني..وحتى ان كان من المفروض أن أستشير أحدا قبل الذهاب او أن اطلب الاذن..فلن أستشيرك أنت و لن أطلب الاذن منك..بل من عمي ومن خالتي..

سامي وهو ينظر لأمل بنظرات ثابتة : حتى إن وافق والدي ووالدتي..فلن تذهبي يا أمل..أنا لن أوافق..

صدمت أمل واتسعت عيونها بدهشة..لم يحدثها سامي من قبل هكذا..تطلعت لسلمى وكأنها تطلب منها العون..فقالت هذه الأخيرة: سامي..هذه ليست..

قاطعها سامي قائلا بحدة: سلمى..أرجوك لا تتدخلي..هذا الموضوع لا يخصك..

قامت أمل واقفة وقالت له بغضب: بل هو لا يخصك أنت..سأذهب يا سامي..لست أنتظر موافقتك..

سامي بثقة : لن تذهبي يا أمل..أنا قادر على منعك من الذهاب..

****************
لمح والد أمل مطعما صغيرا على جانب الطريق، فتوقف بسيارته أمامه و قال محدثا زوجته: فلنتناول شيئا و نرتاح قليلا..لا يزال الطريق أمامنا طويلا..

ثم خرج من السيارة، فتبعته والدة أمل ودلفا سويا لداخل المطعم، اختارا طاولة بجوار النافذة المطلة على الطريق..ثم طلبا طعاما وبدآ في تناوله بصمت..وقطع والد أمل هذا الصمت وهو يقول دون أن ينظر الى زوجته: تلك نهايتنا جميعا يا أم أمل..

تطلعت اليه أم أمل بعينين حزينتين وهي تقول: كان علي أن أعود منذ زمن..

والد أمل باستغراب: تعودين..لمن.. لها؟..
وأردف: بالرغم من كل ما فعلته بك؟

أطرقت أم أمل رأسها وقالت : هي تظل أمي..مهما فعلت..
ثم أخذت تتطلع من خلال النافذة للطريق وهي تستطرد: ثم هي كانت تظن انها تساعدني..ظنت أنها كانت تحميني..

والتفتت لزوجها متسائلة: و أنت..ألم تكن تفكر بالعودة لوالديك..ألم تحزن حين جائك خبر وفاتهما..وندمت لأنك لم ترهما لسنوات..

والد أمل بصوت هادئ: طبعا حزنت كثيرا..لكن تعلمين أنهما هما من كانا يرفضان رؤيتي..
وأخرج منديلا من جيبه قدمه لزوجته حين لمح دمعتين انسابتا على وجهها..أخذت أم أمل المنديل ومسحت على عينيها وهي تقول: لم كان عليهم أن يكونوا بتلك القسوة معي..لا شيء من ما حدث كان خطئي..

والد أمل بضيق: كل ما أراك على هذه الحال يزيد ندمي على موافقتي لك بالسفر..

تنهدت أم أمل وهي تقول: أنت تعلم.. من كنت فعلا أحمل بقلبي خوفا كبيرا من رؤيتها هي أمي..رحمها الله..

ثم استطردت وهي تعود لتراقب الطريق من خلال النافذة: أتمنى فقط أن يكون العنوان الذي أعطاه لنا الجيران صحيحا.
***************

نظرت ليلى لذلك الشاب الذي لم يبعد عينيه عنها منذ دخل المنزل ثم تمتمت بابتسامة: كنت أعلم أن هذا الفستان سيناسبني..

و لم تنتبه لعادل الذي كان خلفها وسمعها فقال ساخرا: يبدو أن هناك أحدا كذب عليك و أخبرك أنك تبدين جميلة !

استدارت ليلى بحدة..فرفع عادل حجبيه وأصدر صفيرا من شفتيه قائلا: لا..لم يكذب عليك..تبدين جميلة..

ارتبكت ليلى قليلا من نظراته اليها..ثم قالت: لهذا قلت لخالد أن لا يدعوك..سئمت سخريتك هذه..

وابتسمت بخبث وهي تضيف: أعرف سبب حبك لحضور مثل هذه الحفلات..لكن اطمئن..الفتيات الاتي سيحضرن هن مروى و وفاء و أمل.. لم أدع أي فتاة أخرى..لذا للأسف لن تجد مرادك..فباقي الضيوف من النساء هن ضيوف والدي..أي سيدات أعمال..بالطبع لا يناسبنك..

ضحك عادل قائلا: أنت تظلمينني يا ليلى..أنا لست هكذا..

التفتت ليلى الى حيث يقف ذاك الشاب..فوجدته لا يزال يتطلع اليها باهتمام..رسمت على شفتيها ابتسامة وهي تقول لعادل دون أن تنظر اليه: وفر أكاذيبك هذه لغيري..فأنا أعرفك..

التفت عادل هو الآخر الى حيث تنظر ليلى..ثم تطلع اليها قائلا بضيق: من هذا؟

هزت ليلى كتفيها قائلة: لا أدري..لم أره من قبل..يبدو أنه أحد رجال الأعمال من معارف أبي و وعمي..

وأردفت بابتسامة: أترى..هؤلاء هم الشباب الذين يجعلونني أحترمهم..وليس..

أشار اليها عادل بأصبعه وقال مهددا: اياك أن تخطئي و تتلفظي بشيء تندمين عليه يا ليلى..

عادت ليلى تهز كتفيها وقالت بلامبالاة وهي تبتعد عن عادل: لست أخافك..إن حضرت مروى..وفاء أو أمل..أخبرهن أن يصعدن لغرفتي..سأصلح مكياجي و أعود..

****************
- كانا عليك ان تراهما يا أحمد..بعد أن وجدنا حلا للمشكلة..وكانا سيغادران..اختلفا ثانية..أمل تريد ان تذهب في سيارتها..وسامي يريد أن تذهب معه في سيارته..شجارهما يشبه شجار الأطفال.. كليهما عنيد جدا..

ضحكت سلمى وأضافت لزوجها على الهاتف: وسامي ذلك السخيف..تعبت في نصحه..لكن يبدو أنه تعود على استفزاز أمل..يقول أنه يحب شكلها وهي غاضبة..في الحقيقة لا أحد يقدر أن يخرج أمل من طبعها الهادئ غيره..

أحمد : ولم لم ترافقيهما..ألم تدعوك صديقة أمل؟

ردت سلمى: بلى..حين اتصلت بها أمل و أخبرتها أنها لن تستطيع الحضور إلا إن رافقها سامي..رحبت ليلى بفكرة حضوره..وطلبت منها أن تدعوني أنا أيضا..لكن أنت تعلم..أنا أحاول خلق ظروف تجمع أمل بسامي لوحدهما..وهذه فرصة جائت دون جهد أبذله..أخبرتهما أني متعبة و لا أستطيع الذهاب..

أحمد ضاحكا: من أين جائك هذا الدهاء..أصبحت تحسبين حساب كل شيء..لكن كيف استسلمت أمل لقرار سامي بعدم ذهابها الا في حالة مرافقته لها..

أمل بابتسامة: أنت لاتعرف سامي حين يصر على شيء..لم يكن ليدعها تذهب..وهي تعرف هذا جيدا..

أحمد: أتمنى فقط أن يتحقق مرادك من كل هذا..ولا يضيع صبري على بعدك هباء..

**************
أمسك سامي بيد أمل وهما يدخلان لمنزل ليلى..لكن أمل سحبت يدها بسرعة و تطلعت اليه وهي تقول: لا تظن أني قد سامحتك فقط لأنك قلت بضعة كلمات اعجاب بمظهري !

ضحك سامي قائلا: لا زلت غاضبة مني؟

أجابته أمل بنظرة لوم: أجل.. لازلت غاضبة..من المؤكد أنك سعيد لأنك حققت ما تريد..أولا رافقتني..ثانيا جئنا بسيارتك..

توقف الاثنين في وسط الحديقة، كان عدد الحضور كبيرا..فأخذت أمل تجيل نظرها بحثا عن ليلى..

ثم همت أن تخطو خطوة فعلق كعبها و تعثرت.. أمسك سامي بساعدها كي لا تسقط وهو يقول بابتسامة: ما دمت تلبسين هذا الشيء..فالأفضل أن تظلي ممسكة بي..لا أريدك أن تقعي..

ابتسمت أمل بحرج فقال سامي بسعادة: أخيرا رأيت ابتسامتك..هل هذا معناه أنك لم تعودي غاضبة؟

لمحت أمل خالد وعادل اللذين يقتربان منهما فاتسعت ابتسامتها وهي تقول: لا..لست غاضبة..

عقد سامي حاجبيه وهو يرى نظرات خالد لأمل..وقال: هذا خالد أليس كذلك؟

ردت أمل : أجل..كيف عرفته..

لم يرد سامي لأن خالد كان قد وصل الي حيث يقفان..ورأى بعينيه ضيقا وهو يراه ممسكا بيد أمل..

قال خالد بابتسامة : أهلا يا أمل..

ثم نظر لسامي ببرود قائلا: أهلا بك..من المؤكد أنك سامي..جار أمل..

بادله سامي نظراته الباردة..وقالت أمل بابتسامة : أجل..هو سامي..
والتفت لسامي قائلة: سامي..هذا خالد..ابن عم ليلى..وهذا عادل صديقه..

صافح سامي كليهما ثم قال: تشرفت بمعرفتكما..

خالد بهدوء: الشرف لي..

قال عادل لأمل : ليلى بغرفتها يا أمل..أظن أن مروى ووفاء برفقتها..طلبت مني أن أخبرك أن تصعدي اليها حين تحضرين..

التفتت أمل لسامي وقالت: حسنا يا سامي..سأذهب لليلى و أعود..

ثم رأت ليلى برفقة مروى ووفاء وهن قادمات نحوهم فاستدركت : ها هي ليلى..

لم تكد ليلى تقترب من أمل حتى عانقتها وهي تقول: أهلا بك أمل..اشتقت اليك..هكذا..لا تسئلين عني طول هذه المدة..

ثم ابتعدت عن أمل وقالت مخاطبة سامي وعلى شفتيها ابتسامة : أهلا بك سامي..سعيدة بوجودك..

بادلها سامي الابتسامة قائلا: أشكرك..


وقالت أمل : اعذريني..انشغلت برفقة سلمى..

لوحت ليلى بيدها قائلة: لا عليك..
ثم أشارت لإحدى الطاولات بالحديقة وهي تضيف: هيا نجلس..

توجه الجميع الى حيث أشارت ليلى، عيون سامي كانت مركزة على خالد، لأن هذا الأخير لم يبعد عينينه عن أمل..

همست وفاء في أذن مروى وهما تجلسان : يا الهي..أهذا سامي..إنه وسيم جدا !

نظرت مروى لسامي ثم نظرت لأمل و ابتسمت لها قائلة: كيف حالك يا أمل؟

أجابتها أمل بهدوء: الحمد لله بخير..وأنت كيف حالك؟

ردت مروى بابتسامة: كما ترين..بخير حال..

هزت أمل رأسها ثم تطلعت لليلى وقالت وهي تقوم واقفة: ليلى أريدك بموضوع..
وأكملت قائلة لعادل: وأنت أيضا..تعالا معي..

أمسك سامي بيدها ورمقها بنظرات متسائلة فقالت أمل ضاحكة: لن أهرب يا سامي..هناك موضوع اريد الحديث فيه مع ليلى و عادل و سأعود لن أتأخر..

ترك سامي يدها ثم غمغم: حسنا..

تطلعت أمل لخالد قبل أن تبتعد ورأت بعينيه انزعاجا فاطرقت برأسها وهي تقول: أستأذنكم..

ظل عادل وليلى يتبدلان النظرات للحظة ..غير فاهمين لما تريده أمل منهما..لكنهما تبعاها..وابتعد الثلاثة..حتى اختفوا بين الحضور..

كانت مروى تنظر لحقيبة أمل الموضوعة على الطاولة..وقالت لوفاء في أذنها: هل أحضرت الخاتم من غرفة ليلى؟

نظرت وفاء هي الأخرى للحقيبة وقالت بتوتر: أجل..

قالت مروى هامسة: اذا قام سامي وخالد ستكون الفرصة أمامنا مواتية..

في هذه اللحظة شعر سامي بيد توضع على كتفه..وحين استدار وجد صديقه حسام فقال متفاجئا: حسام..ما الذي تفعله هنا؟

ابتسم حسام وقال: بل ما الذي تفعله أنت هنا؟

وأكمل وهو ينظر لخالد: هل تعرفان بعضكما البعض أم ماذا؟

رد خالد بهدوء: لا..قد حضر برفقة صديقة ابنة عمي..

تطلع حسام لسامي قائلا: آه أمل..أجل.. رأيتها..

قال سامي متسائلا: هل تعرف أنت خالد؟

حسام: أجل..شركتي تتعامل مع شركة والده غالبا..وسبق لي أن تعاملت معه حين كان يدير بنفسه أعمال والده..

ثم أمسك بذراع سامي وجعله يقف وهو يضيف : تعال معي..أريدك بموضوع..

و أضاف بعد أن ابتعدا: من تلك الشقراء التي كانت جالسة معكم و ذهبت برفقة أمل منذ قليل؟

رد سامي : تقصد ليلى..تلك هي صديقة أمل..وابنة عم خالد..ماذا ألا تعرفها ؟

قال حسام: لا..في الحقيقة لم أرها من قبل..
وأردف بابتسامة: لا أدري يا صديقي..أظن اني وقعت أخيرا في حب احداهن من النظرة الأولى..رغم أني لم أكن أؤمن أن هذه الأمور من الممكن ان تحدث لي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://groupnet.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 102
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

الحياة امل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الحياة امل   الحياة امل - صفحة 2 Emptyالإثنين أبريل 07, 2008 12:13 pm

الجزء التاسع عـشـر
-19-

حــالة حــب
*************
ظل عادل و ليلى يتبدالان نظرات مستغربة وهما يريان تلك الابتسامة على شفتي أمل ، ليلى شعرت بالملل و هي تنتظرها كي تبدأ بالحديث، فقالت بنفاذ صبر: أمل..هل ستظلين تنظرين الينا هكذا كثيرا و أنت صامتة..قولي ما هو هذا الموضوع الذي تودين الحديث فيه معي و مع..

ونظرت لعادل قبل أن تكمل: أريد العودة لأصدقائي..قولي ما عندك بسرعة !

رفع عادل حاجبيه قائلا : وكأنك لا تطيقين الجلوس في مكان أكون فيه..

قالت ليلى : أظن أن هذا شيء واضح..من سيحب التواجد مع مزعج مثلك !

هم عادل أن يرد على ليلى الى أن أمل أشارت له بيدها وقالت ضاحكة: أتريان..هذا بالضبط ما أود الحديث فيه معكما..

عقد عادل ساعديه على صدره وقال : لا أدري لم كلماتها السخيفة تضحكك..

قامت ليلى من على المقعد بحدة وهي تقول: لا يوجد هنا من هو أسخف منك..

عادت أمل للضحك و أمسكت بيد ليلى كي تعيدها للجلوس قائلة: من فضلكما..دعاني فقط أتحدث..أريد فقط دقيقة واحدة..بعدها سأترككما و بإمكانكما الجدال طول اليوم ان أردتما..

نظرت ليلى لعادل بعصبية وقالت : حسنا يا أمل..تفضلي..

التفتت أمل لعادل وكأنها تستأذن منه في الحديث فقال: حسنا..سأصمت..

ابتسمت أمل قائلة: جيد..الموضوع الذي أريد الحديث فيه يخصكما أنتما الاثنين..

تطلعت ليلى لعادل وأشاحت بوجهها سريعا حين لمحت ابتسامة ساخرة على شفتيه، فقال عادل: لا أظن يا أمل أن هناك أي موضوع قد يجمع بيننا أنا وليلى..

تمتمت ليلى دون أن تنظر اليه: صدقت في هذا !


التفت عادل لأمل وقال: أعتذر منك يا أمل..لكن لا أحب ارغام أحد على التواجد معي ان كان لا يريد هذا..

ثم قام واقفا وهو يضيف: سأنصرف..

عادت ليلى تقف بحدة قائلة : لا..أنا من ستنصرف..

قامت أمل هي الأخرى وقالت وهي تنظر لكليهما بهدوء: عودا للجلوس..وكفاكما تمثيلا..

نظرت ليلى لأمل باستغراب وهي تقول: عن أي تمثيل تتحدثين؟

ردت أمل بنفس اللهجة الهادئة: تمثيلك بأنك لا تطيقين عادل..و لا تحبين رؤيته..

ثم التفتت لعادل وهي تقول: و تمثيلك أنت أيضا..أعلم أنك ليلى تهمك..وكل الكلمات المستفزة التي تقولها لها لا تخدع أحدا..

ظهرت الصدمة على ملامح ليلى وعادل لكن أمل لم تعط أحدا منهما الفرصة ليتكلم فقد أردفت بابتسامة هادئة: في الحقيقة..تصرفات كليكما لا تخدع أحدا..ولا أحد يصدق الكذبة التي تحاولان سويا اقناع نفسيكما بها..

قال عادل بتلعثم:كذبة..أية كذبة هذه..

ردت عليه أمل : أنك لا تطيقها..
وأشارت لليلى وهي تضيف: و أنها لا تطيقك..

وابتسمت مكملة: الجميع من حولكما يعلم أن ما تظهرانه هو عكس ما يحسه كل واحد منكما..الكل يعلم أنك يا ليلى تهتمين لأمر عادل..انزعاجك حين ترينه مهتما بفتاة غيرك له تفسير واحد..وهذا التفسير هو أنك تغارين..وبالطبع لا أحتاج لأن أخبرك ما يعنيه كونك تغارين على عادل..

اتسعت عيون ليلى بدهشة..لأول مرة تجد نفسها غير قادرة على الرد..تطلعت لعادل..فوجدته يرمقها بنظرات مندهشة هو الآخر..

ولم يبدو أن أمل كانت تنتظر ردا منهما فقد أكملت غير عابئة بالصدمة التي أصابتهما : وأنت يا عادل..هل تستطيع الانكار أن ليلى تشغل تفكيرك..هل تنكر أنك تنتهز أية فرصة تجعلك تراها..لا أدري ان كان علي أن أخبرك أنت أيضا ما يعنيه هذا..

مررت ليلى أصابعها على شعرها بتوتر،شعرت أن قدميها غير قادرتين على حملها أكثر، فعادت للجلوس..رفعت عينيها متطلعة لعادل وسرعان ما أطرقت برأسها حين وجدته يتطلع اليها بنظرات تخبرها أن ما قالته أمل عنه حقيقي..
كيف لها أن تواجهه بعد الآن، تود لو أنها تستطيع انكار كلام أمل، تود لو أنها تستطيع اتهامها بالجنون، لكنها لا تستطيع !


قالت أمل و كأنها عرفت ما كان يدور بخلد ليلى: ان كان أحدكما قادرا على الانكار فلينكر..

جلس عادل وهو ينظر لليلى بدهشة، لا يصدق ما يحدث، ليلى صامتة..لم تنفي كلام أمل..لم تسخر من استنتاجاتها..ما الذي يعنيه هذا..

تنهدت امل ثم قالت بابتسامة: أريد أن أقول شيئا أخيرا قبل أن أترككما..
وصمتت لوهلة ثم استطردت : أنتما غبيان.. من يحمل بقلبه مثل هذه المشاعر ويخفيها هو غبي..


وخطت خطوتين مبتعدة عنهما..ثم استدرات فجأة و قالت ضاحكة: وان كنتما لا تعلمان فعلا معنى ما تشعران به..فسأوفر عليكما عناء التفكير و أخبركما..

و أكملت بابتسامة عريضة: أنتما واقعين بحالة حب !


**********



- ما بك صامت يا خالد..أم أن من تحب الحديث معها ذهبت؟

رمق خالد مروى ببرود..فأكملت : في الحقيقة يا خالد أحييك على قدراتك المتميزة هذه..لم أكن أتوقع أنك تستطيع ايقاع أمل في شباكك بهذه السرعة..

ابتسم خالد قائلا: ايقاعها في شباكي !

ثم استرخى في مقعده وهو يقول لمروى : أخبريني يا مروى..هل تعتقدين فعلا أنها قد وقعت في شباكي..أنا أثق برأيك كما تعلمين..وفعلا أود أن أتأكد ان كانت قد وقعت أم لا..كي أخطو خطوتي القادمة..

تجمدت ملامح مروى وقالت: أية خطوة هذه..

اكتفى خالد بابتسامة هادئة..فقالت مروى بسخرية: لكن يا خالد..لأول مرة أراك غير متأكد من شيء ما..خالد الذي أعرفه واثق من نفسه..وواثق من قدراته..

وأردفت بصوت منخفض وكأنها تفشي سرا: آه..فهمت..وجود سامي و علاقته الوطيدة بأمل يجعلانك غير واثق أي شيء..

ثم هزت كتفيها مردفة: أعذرك..بالفعل..وجود سامي بالصورة أمر مقلق..خصوصا أن طريقة معاملته لها تدل على أنه مهتم بها لأقصى الحدود..

ضغطت وفاء على يد صديقتها وهمست لها بأذنها قائلة بخوف: ما الذي تحاولين فعله..لا تغضبيه..

ابتسمت مروى لصديقتها كي تطمئنها والتفتت لخالد الذي قام من مكانه و رماها بنظرة باردة قبل أن يبتعد..فضحكت وهي تقول: أرأيت..لا أحد يعرف خالد مثلي..كنت أعلم أنه سينصرف بعد الكلام الذي قلته..

زفرت وفاء وقالت: هذا فقط من حسن حظك..يبدو أن تفكيره مشغول اليوم..ولا يريد الشجار مع أحد..

تطلعت مروى لحقيبة أمل ثم أجالت نظرها بالمكان حولهما وعقدت حاجبيها وهي تقول: تبا..أخشى أن يرانا أحد..المكان مكتظ..

وأكملت قائلة لصديقتها: اسمعي..سأقف أنا أمامك كي لا يراك أحد..وأنت قومي بوضع الخاتم في الحقيبة..

رفعت وفاء حاجبيها وقالت بتردد : ولم لا تقومين أنت بذلك..

زمت مروى شفتيها وقالت بحدة: هيا يا وفاء..ليس هذا وقت النقاش..فلنقم بالأمر قبل أن يعود أحدهم..

تطلعت وفاء حولها و هزت رأسها فقامت مروى واتكئت على الطاولة ثم نظرت خلفها مشيرة لصديقتها كي تأخذ الحقيبة..لكن ما كادت وفاء تمد ديها كي تأخذها حتى سمعت صوتا من خلفها يقول بحزم : ما الذي فعلته أمل لكما حتى تنتقمان منها بهذا الشكل؟

استدارت الفتاتان بحدة..وقالت وفاء بارتباك شديد: خالتي !

تطلعت والدة خالد لمروى و قالت : قد قلت لليلى ألف مرة أن تحسن اختيار صديقاتها..لكنها لا تستمع لأحد..

قالت مروى بتوتر: خالتي..لا تفهمي الموضوع بشكل خاطئ..
وأردفت بسرعة: نحن..نحن كنا نمزح فقط..مجرد مزحة..

ابتسمت والدة خالد قائلة: يا صغيرتي..هل تظنينني سأصدق كذبة كهذه؟
ثم قالت لوفاء: وأنت..خاتم من هذا الذي كنت ستضعينه في الحقيبة؟

احمر وجه وفاء وشدت قبضة يدها على الخاتم..فأمسكت والدة خالد يدها وجعلتها تفتح قبضتها ثم ابتسمت والتقطت الخاتم وهي تقول: خاتم ليلى..تعرفان جيدا كيف تمزحان..طبعا ليلى كانت ستبحث عنه فهي تضعه دائما..كنتما ستتهمان أمل بأخذه أليس كذلك؟


عقدت مروى حاجبيها والتزمت الصمت بينما بدأت الدموع تتجمع يعيون وفاء وقالت : خالتي..أقسم أنه ليس لي أي دخل بالموضوع..

رفعت والدة خالد حاجبيها قائلة: كيف..والخاتم عندك أنت..وأنت من كان سيضعه بحقيبة الفتاة..

وفاء بصوت متهدج: ليلى نسيته بغرفتها..هذه فكرة مروى هي من طلبت مني أخذه..

نظرت مروى لوفاء وقالت بغضب: غبية !

لم تهتم وفاء لمروى و أردفت وهي تبكي : أرجوك خالتي لا تخبري أحدا..انا لست لصة..لم أنوي أخذه..هذه فكرة مروى..


ظلت والدة خالد تتطلع لوفاء للحظات ثم قالت بهدوء: حسنا..لن أخبر أحدا..

تهللت أسارير وفاء و أخذت تمسح دموعها وهي تقول: شكرا خالتي..شكرا..

ابتسمت والدة خالد ونظرت لمروى قائلة: لكني أريدكما خارج منزلي..لا أريد أن أراكما أبدا في هذا المنزل بعد الآن !

ثم أردفت بحزم : ومن الأفضل لكما أن تبتعدا عن ابني..وإلا لن تلوما الا نفسيكما..

****************

لمح خالد أمل قادمة نحوه فتوقف في مكانه ورسم على شفتيه ابتسامة هادئة ثم قال : أين ليلى وعادل؟

بادلته أمل الابتسامة وقالت بغموض: يحلان مواضيع عالقة بينهما..

ضحك خالد قائلا: ليس هناك مواضيع كثيرة بين ابنة عمي وصديقي العزيز..

ورفع سبابته وهو يضيف: هو موضوع واحد فقط..

ضحكت أمل و نظرت حولها كأنها تبحث عن شخص ما فقال خالد : هل تبحثين عنه؟

ردت أمل وهي لا تزال تبحث بين الحضور: من؟

خالد بصوت جاف: سامي..

أجابته أمل بتلقائية: أجل..لا أدري أين ذهب..

خالد: قابل حسام وذهب برفقته..

التفتت أمل لخالد قائلة باستغراب: حسام هنا؟

هز خالد رأسه وظل صامتا للحظة ثم قال: أحب الجلوس قرب حوض السباحة..هل ترافقينني؟

..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://groupnet.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 102
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

الحياة امل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الحياة امل   الحياة امل - صفحة 2 Emptyالإثنين أبريل 07, 2008 12:14 pm

أمل : حسنا..

قطع الاثنان المسافة التي تفصلهما عن حوض السباحة بصمت،و أشار خالد لاحدى الطاولات ثم ساعد أمل على الجلوس و جلس قبالتها.. تطلع اليها قائلا: تبدين رائعة اليوم..

ابتسمت أمل بحرج وقالت: أشكرك..

ثم أردفت : أخبرني..ما دمتم جميعا تعلمون أن عادل يحب ليلى..وليلى تحب عادل..لم لم يقم أحد منكم بأي شيء لجلهما يعترفان بذلك؟

رد خالد بهدوء: قد حاولت مع عادل أكثر من مرة..لكنه كان يرفض الاعتراف..أما ليلى فلم تكن تدعني أتحدث معها بشأن عادل..فكلما سمعت اسمه تغلي و تزبد..كيف لي أن أصارحها بأني أحس أنها تحبه..

هزت أمل رأسها بتفهم فقال خالد: ما الذي فعلته؟

أجابته أمل بابتسامة: واجهتهما بالحقيقة..

رفع خالد حاجبيه بدهشة فضحكت أمل قائلة: ما بك؟

خالد : لم قمت بذلك..

ابتسمت أمل وقالت بهدوء: ما دمت أعرف حقيقة مشاعرهما ومتأكدة منها..فلا أحب أن أراهما يجرحان بعضهما كلما التقيا دون سبب..

ظل خالد ينظر لأمل بصمت ثم قال أخيرا : اذن أنت تظننين أنه على الشخص أن يعترف بكل ما يحس به ولا يخفيه؟


أمل بابتسامة: أكيد..

عاد خالد يتطلع لأمل بصمت مما جعلها ترتبك و تبعد عينيها عنه متطلعة للمسبح..فقال بهدوء: أمل..لم تهربين كلما حاولت الاقتراب منك؟

نظرت اليه أمل...فوقعت عيونها بعيونه..نظراته كالشباك ان وقعت فريسة لها من الصعب أن تتخلص منها..هذا ما شعرت به أمل..أبعدت نظراتها عنه بصعوبة و قالت بتوتر: أنا أهرب..أبدا..هذا غير صحيح..لم سأهرب..

خالد وهو يتفرس ملامح أمل: اذن لم لا تنظرين الي..

زاد ارتباك امل وأخذت تفرك اصابعها بتوتر..

خالد: أمل..أنظري الي..

تطلعت اليه أمل و تضاعفت ضربات قلبها حين رأت تلك النظرات الحنونة بعينيه..

خالد وعيونه على عيني أمل: من ما تخشين يا أمل..ان كان ما أراه بعينيك صدقا..فأنت اذا تحسين بما أكنه لك..

وأردف : لا أظن أن عيونا ببراءة عيونك قد تكذب..


كان ينتظر ردا من أمل الا أنها أطرقت برأسها كي تخفي التورد الذي لون خدودها..

تنهد خالد و صمت للحظة قبل أن يقول ببطئ: أمل..هل تتزوجينني؟

رفعت أمل عينيها اليه بدهشة ثم قالت بتلعثم: ماذا.. قلت؟

ابتسم خالد قائلا بهدوء: أقول..هل تتزوجينني يا أمل؟

***************



ضرب حسام كفا بكف وقال ضاحكا لسامي : من الجيد أن أمل تسامح بسرعة..فتصرفك معها لم يكن جيدا أبدا..

ابتسم سامي قائلا: كنتُ محقا حين شككت في نوايا خالد..وسعيد لأني لم أدعها تحضر لوحدها..ألم ترى كيف كان ينظر اليها !؟

وأخذ يلتفت يمينا ويسارا وهو يضيف: قد قالت أنها لن تتأخر.. لا أدري أين اختفت..

رد حسام بابتسامة: أتمنى أن نجدها أيضا..فشقرائي معها !

نظر اليه سامي وقال بسخرية: أسميتها شقرائك بهذه السرعة..يا لغرابتك يا رجل..ألست أنت من كان يقول أنه لا يملك الوقت لقصص الحب و أنه شخص عملي يفكر بعقلانية..لا تشغله أية فتاة بسهولة؟

هز حسام كتفيه قائلا: أجل..لا أنكر ما قلته من قبل..

وابتسم وهو يضيف: لكن ذلك كان قبل أن أرى شقرائي !

ضحك سامي قائلا: حسام..قد بدأت أصدق أنك وقعت بحب ليلى من النظرة الأولى فعلا !

تمتم حسام : ليلى..يا له من اسم جميل..

ثم تطلع لصديقه وهو يضيف: صَدق..فانا لا أمزح..

نظر سامي لحسام باستغراب ثم قال: حسام..لا تغتر بشكل الفتاة..انت لا تعرفها بعد..ربما ان عرفتها عن قرب ستغير رأيك بها..


سأله حسام بهدوء: ماذا تقصد..مادامت صديقة أمل فلا بد أنها تشبهها..

قال سامي مبتسما:أنصحك أن لا تعول على هذا كثيرا يا صديقي..ليلى هذه لا تشبه أمل في شيء أبدا..

حسام: يبدو و كأناك لا تستلطفها..

سامي وهو ينظر حوله لعله يعثر على أمل: صراحة ..أجل..

حسام بابتسامة هادئة: هل لأنها هي من عرفت أمل على خالد؟

رد سامي : ربما..لكن هذا ليس السبب الوحيد..

حسام بجدية: سامي..لن تستطيع التحكم بأمل للأبد..

التفتت اليه سامي متسائلا: ماذا تقصد؟

أجابه حسام: أقصد يا صديقي أنه في يوم ما ستلتقي أمل بشخص تحبه و يحبها..أنت لن تستطيع أن تبني حولها أسوارا كي لا يقترب منها أحد !

خلت ملامح سامي من أي تعبير وهو يشيح بوجهه قائلا :أعلم يا حسام..لست بحاجة لاسماعي هذا..

أمسك حسام بساعد صديقه قائلا : سامي..لا أقصد ان اجرحك بكلماتي..لكن على أحد أن يجعلك ترى الحقيقة التي يبدو أنك تتناسها أحيانا..

أبعد سامي يد حسام عنه وقال بنبرة حاول أن يجعلها لا مبالية لكنها خرجت رغما عنه حاملة الألم الذي يحسه: لم أنسى يا حسام..لم أنسى..

وأردف وهو يبتسم بصعوبة: لو كنت أستطيع أن أبني حولها أسوارا كي لا يقترب منها أحد لفعلت..لكني للأسف لا أستطيع كما قلت..


ثم أضاف بحدة وهو يشير باتجاه المسبح: حسام..أليست تلك أمل هناك؟

تطلع حسام الى حيث يشير سامي ثم قال بتوتر وهو يرى الغضب بعيون سامي: أجل انها أمل..وذاك خالد معها..سامي تذكر ما كنا نقوله للتو..ما دمت غير قادر على مصارحة الفتاة فدعها و شأنها..دعها تعش حياتها..

نظر سامي لحسام وكأنه لم يستمع الى أية كلمة من ما قالها له.. ثم استدار متجها الى حيث أمل فحاول حسام امساك ذراعه الا ان سامي تخلص منه و اتجه كالسهم ناحية أمل و خالد وقال بحدة حين توقف أمامهما : أمل..ألم تكوني مع صديقتك ليلى..ما الذي تفعلينه معه؟

ظل سامي ينتظر ردا من أمل الا أنها كانت تنظر اليه كالغائبة عن الوعي..عقد سامي حاجبيه وهو يتفرس ملامحها..أمل لا تبدو طبيعية..شعر سامي بذلك..شيء ما حدث..اقترب سامي منها و أمسك بيدها وهو يقول بقلق: أمل..ما بك؟

لكن خالد هو من رد بحزم : ليس بها أي شيء..ومن فضلك أبعد يدك عنها..

التفتت سامي لخالد بحدة..ورمقه بنظرات نارية..ثم عاد يقول لأمل وقد زاد قلقه: أمل..أجيبي ما بك؟

كانت أمل تنظر لكليهما بشرود..قالت ببطء: سامي..أريد أن أعود للمنزل..لنعد..

قام خالد وهو يكرر بحزم أشد: ألم تسمع ما قلته لك..أبعد يدك عنها !


تطلع سامي لخالد بغضب وهم أن يترك يد أمل فعلا كي يواجهه.. الا أن أمل تشبتت بيده وقامت واقفة وهي تقول لخالد: خالد..من فضلك..لا داعي لهذا الكلام..

وتطلعت لسامي وهي تردف: هيا بنا..

كان خالد سيقول شيئا الا أن أمل أوقفته باشارة من يدها وقالت دون أن تنظر اليه: خالد..أرجوك..دعني أذهب الآن !

*******


جلست سلمى بصمت تراقب أمل المستلقية على سريرها.. مغمضة العينين..أمل لم تكن نائمة فقد تنهدت بعمق وقالت وهي تفتح عينيها ناظرة لسلمى: وددت لو أن الأرض تنشق و تبلعني حين قال ذلك يا سلمى..

هزت سلمى كتفيها وهي تقول: ولم..المفروض أن تكوني سعيدة..قد طلب يدك للزواج..

قطبت أمل حاجبيها وقالت وعينيها معلقتين بسقف الغرفة: سعيدة..لا أدري..لا أدري إن كنت سعيدة..


ابتسمت سلمى قائلة: كيف لا تعلمين..

واسطدرت بهدوء: تحبينه يا أمل..أليس كذلك؟

التفتت أمل لسلمى و ظلت تنظر اليها للحظات بصمت ثم عادت عيونها تتطلع لسقف الغرفة قائلة: أحبه؟

قامت سلمى وجلست على السرير قائلة: أجل..تحبينه..أمل لم أراك من قبل تهتمين بشخص كما تهمين بخالد..لا أدري ما الذي وجدته فيه و لم تجديه في غيره..

تنهدت سلمى لانها كان تفكر بشقيقها سامي و أكملت: أخبريني..ما كان ردك..حين طلب منك الزواج؟

ردت أمل بشرود: لم أرد يا سلمى..ظللت جامدة بمكاني..وكأن صاعقة أصابتني..سامي أنقذني من الموقف..جاء بالوقت المناسب..




قالت سلمى باستغراب: أنقذك !


وعقدت حاجبيها قائلة بلهجة جادة: أمل..أجيبني بصراحة..هل تحبينه أم لا..

قامت أمل وجلست القرفصاء على سريرها ثم وضعت رأسها بين يديها وهي تقول: سلمى..أنا لا أعرف..أنا حائرة..

ورفعت عينيها بنظرات حائرة فعلا وهي تردف: ان كنت فقط سألتني منذ مدة ان كنت معجبة بخالد كنت سأتردد في الإجابة..وان ألححت علي كنت سأقول أجل معجبة به..لكن هل أحبه..وهل أقبل بالزواج به..هذه أسئلة لم أظن أني سأضطر لأجد اجابات عنها بهذه السرعة..

ابتسمت سلمى وهي تقول : أخبريني وربما أستطيع مساعدتك..بم تحسين حين يكون بقربك..

أطرقت أمل برأسها وقالت بهدوء: أحس أني ضائعة...

نظرت اليها سلمى بدهشة و قالت ضاحكة : ضائعة !

واستطردت : أنا أحاول أن أفهمك..لكن يبدو أنك أنت لا تفهمين نفسك !

قالت أمل دون أن ترفع رأسها : خالد شاب تتمناه أية فتاة..جذاب..من عائلة معروفة..ثري..

لوحت سلمى بيدها قائلة: أعلم أن كل هذا لا يهمك أنت..ما يهم هو ما يخفيه هذا..
وأشارت لقلب أمل بابتسامة..

تطلعت أمل لسلمى بابتسامة فسألتها سلمى وهي تقوم من على السرير: أخبريني فقط..هل تفكرين جديا بطلبه..

اتسعت ابتسامة أمل فهزت سلمى رأسها وهي تقول: اذا فانت فقط تحتاجين لفترة تفكرين فيها جيدا..هذا من حقط طبعا..عليك فعلا أن تفكري جيدا يا أمل..

وابتسمت وهي تضيف و بعينيها نظرة حزينة: مهما كان قرارك يا أمل..أتمنى فقط ان تكوني واثقة منه..ففي النهاية أود أن أراك سعيدة..هذا ما يهم..

بادلتها أمل الابتسامة و تمتمت : أعلم يا سلمى..

خرجت سلمى من الغرفة و أغلقت على أمل الباب..كانت ستنزل الدرج..لكنها عادت ادراجها وقرعت باب غرفة سامي ثم اقتربت منه قائلة: سامي..أ لا زلت صاحيا؟

فتح سامي الباب وعاد لداخل الغرفة وارتمى على المقعد قائلا: وجدتني على وشك النوم..

تبعته سلمى للداخل وجلست بجانبه وهي تتطلع اليه بحزن لم تستطع اخفائه..

قرصها سامي على خدها قائلا بابتسامة: ما بها أختي حزينة..هيا قولي ما بك بسرعة..أريد أن أنام..ينتظرني يوم شاق غدا بالشركة..

ابتسمت سلمى ابتسامة شاحبة قائلة: هل ستعود للعمل غدا؟

سامي: أجل..

هزت سلمى رأسها ثم قالت وهي تحاول الهروب بنظراتها: هل أخبرتك أمل بشيء في الطريق للمنزل؟

سامي: لا..كل ما قالته هو ان اطمئن لانها بخير..والتزمت الصمت..وأنا احترمت صمتها..

وعقد حاجبيه وهو يضيف: لم..هل هناك شيء حدث معها و لم تخبرني به؟

نظرت سلمى لسامي بصمت فقال سامي : سلمى..ما الذي حدث بمنزل ليلى..ولم طلبت مني أمل أن نغادر..من المؤكد انها أخبرتك..

أبعدت سلمى عينيها عن سامي وقالت بصعوبة:خالد طلب يد أمل للزواج..

ونظرت لأخيها وهي تضيف بحزن يقطر من كل حرف تقوله: آسفة يا سامي..آسفة..



عقدت الصدمة لسان سامي..نظر لأخته و كأنه يرجوها أن تخبره بانها تكذب..الا أن سلمى أشاحت بوجهها وقد تجمعت بعينيها الدموع..

تمتم سامي : أنت لا تمزحين..

انسابت دمعة على خد سلمى وهي تقول: أمل تفكر جديا بالموضوع..وأعتقد أنها ستوافق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://groupnet.ahlamontada.com
salehelmsry

salehelmsry


عدد الرسائل : 70
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

الحياة امل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: شكر وتقدير   الحياة امل - صفحة 2 Emptyالإثنين أبريل 07, 2008 12:16 pm

رائعة جدااا.....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed

ahmed


عدد الرسائل : 71
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

الحياة امل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: شكر وتقدير   الحياة امل - صفحة 2 Emptyالأربعاء أبريل 09, 2008 9:56 am

مشكورر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
tota

tota


عدد الرسائل : 70
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

الحياة امل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: شكر وتقدير   الحياة امل - صفحة 2 Emptyالأربعاء أبريل 09, 2008 9:58 am

مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
medo

medo


عدد الرسائل : 70
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

الحياة امل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: شكر وتقدير   الحياة امل - صفحة 2 Emptyالأربعاء أبريل 09, 2008 10:02 am

مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
darsh

darsh


عدد الرسائل : 33
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

الحياة امل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: شكر وتقدير   الحياة امل - صفحة 2 Emptyالأربعاء أبريل 09, 2008 2:13 pm

شكر وتقدير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحياة امل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جروب نت :: منتدى القصص والرويات-
انتقل الى: